66% من الأدلاء السياحيين الأردنيين لايحملون شهادة البكالوريوس
من الأدلاء السيياحيين الأردنيين أعمارهم تتجاوز 50 سنة
52% من المجموعات السياحية القادمة إلى الأردن غير راضية عن عمل الدليل الأردني
السوسنة - إعداد : د. ابراهيم بظاظو رئيس قسمي الإدارة السياحية والتسويق ، جامعة الشرق الأوسط
يعرف الدليل السياحي بأنه ذلك الشخص (ذكراَ كان أم أنثى ) المثقف المتعلم والواعي لتقديم رسالة وصورة واضحة وصادقة عن بلده دون زيادةٍ أو نقصان وهو بالتالي أول وآخر شخص يقابل ويودع المجموعة السياحية، وعلية تقع مسؤولية المحافظة على المجموعة السياحية التي يرافقها، وهو الصورة الحقيقية الممثلة لبلده أي أنه السفير لبلده، وخلال مرافقته للمجموعة السياحية يجب على هذا السفير أن يكون على خلق رفيع, يتحلى بالصبر, وأن يكون معطاء في جميع الحالات التي تواجهه .
فالمرشد او الدليل السياحي هو وجهة الوطن الذي يمثل أبناء الشعب بمختلف اتجاهاته و أفكاره و عاداته.حيث ان الدليل السياحي قد يكون الشخص الوحيد الذي سيتعامل معه الزائر بصورة مباشرة طوال مدة اقامته و مكوثه في الاردن و ربما الشخص الاخير الذي قد يراه عند مغادرته , و بالتالي عليه ان يكون مقنعا وذا شخصية قوية ليؤثر على الزائر و ان يكون اجتماعيا و يتحلى بالصبر و اللباقة والمظهر اللائق,
وقد كشفت الدراسة التي تم إعدادها حول أثر الدليل السياحي على جودة المنتج السياحي الأردني بأن 52% من المجموعات السياحية القادمة إلى الأردن غير راضية عن الدليل السياحي وكانت أبرز الانتقادات التي وجهت إلى الدليل السياحي الأردني ، أن هناك بعض الأدلاء الأردنيين يفتقرون إلى استخدام مفردات اللغة الأجنبية الصحيحة في عملهم ،إضافة إلى أن بعض الأدلاء لا يلتزمون بمبادئ التسامح والتعايش الديني ،وبعضهم يفتقر الى اللباس الجيد والمظهر والنظافة الأئقة، إضافة إلى عدم معرفة بعض الأدلاء استخدام الوسائل التكنولوجية المتطورة التي تستخدم في عملية الإرشاد السياحي في المواقع السياحية،إضافة تعدد أشكال الإستغلال للمجموعات السياحية .
تبين من نتائج الدراسة أن نسبة مشاركة المرأة في قطاع الإرشاد السياحي الأردني 3% مما يدل على إنخفاض واضح وملموس ويرجع هذا إلى انتشار مفهوم ثقافة العيب .
وقد تبين من نتائج الدراسة أن 66% من الأدلاء السيياحيين الأردنيين لايحملون شهادة البكالوريوس على الرغم أن الدليل السياحي يعد بمثابة السفير والصحفي والمعلم والناقل الأمين لثقافة وحضارة وأصالة الشعب الأردني ، وهو بنفس الوقت الجندي الوفي لمبادئ أمته من خلال تصحيح الانطباعات الخاطئة والتصرف الواعي السليم القائم على الحوار والمنطق ،فهو الذي يستطيع تغيير أي انطباعات غير إيجابية حول بلده وحضارته ، ويغرس الصورة المطلوبة في أذهان السياح .
يحتاج العمل في قطاع الإرشاد السياحي إلى القوة الجسدية وخلو الأمراض لأن هذه المهنة مرهقة وتحتاج إلى قدرة الدليل على التجوال مع المجموعات السياحية ومساعدة كبار السن إلا أنه على الرغم من هذا فإن نسبة 53% من الأدلاء السيياحيين الأردنيين أعمارهم تتجاوز 50 سنة .وهذا يتفاوت حسب اللغة التي يتخصص بها الدليل فالأدلاء المتخصصين باللغة الإيطالية 85% منهم أعمارهم تتجاوز الأربعين و64% من الأدلاء الذين يتحدثون اللغة الانجليزية و56% من الأدلاء المتخصصيين باللغة الالمانية أعمارهم تفوق 55 سنة .
وهناك مشكلة أخرى تم ملاحظتها ميدانياً في عمل الدليل السياحي الأردني وهي تضارب المعلومات الأثرية والتاريخية والسياسية بين الأدلاء فكل دليل يعطي معلومات مختلفة تماماً عما يعطيه دليل أخر لذا اقترح أن يكون هناك توحيد في المعلومات التي يعطيها الأدلاء للمجموعات السياحية القادمة إلى الأردن .
لذا يجب ضرورة توجيه الدليل السياحي الأردني لكي يساهم في تشكيل الثقافة التي تتصف بالتسامح والسلام والأمن والاستقرار والمشاركة الجماعية في حمل هموم المجتمع والقيام بالواجبات وغيرها من القيم. إذن عند إعادة النظر في دور الدليل السياحي ليس مجرد بحث عن التغيير والتجديد باعتباره موضة جديدة ولكن دوره كأردني يمثل مجتمعنا وديننا وأخلاقنا فهو الدور الذي يتجاوز به حدود ذاته وشخصيته ، ليصبح صاحب رسالة حضارية كبرى يسهم من خلالها في أداء دور إنساني يفيد كل الناس. وأعظم رسالة يستطيع تأديتها اليوم هي إسهامه الفاعل في حمل ونشر قيم السلام والأمن والتسامح في وطنه. لذا فالدور الحضاري الكبير الذي ينبغي أن تنبني عليه فلسفة العاملين في الإرشاد السياحي الأردني.
هذه بعض المشكلات التي يعاني منها قطاع الارشاد السياحي في الأردن لذا يجب إعادة النظر في ترخيص الأدلاء السيياحيين وبناءها على طرق علمية واضحة ومدروسة على غرار الدول المتقدمة سياحياً ، من خلال بعض الوسائل منها إعطاء دورات إنعاش للأدلاء القدامى حول موضوعات متجددة وحديثة مثل أهمية تضمين مفاهيم رسالة عمان للمجموعات القادمة للأردن ، وموضوعات أخرى حول التكنولوجيا الحديثة المستخدمة في عمل المرشد السياحي ودورات تتحدث عن سيكولوجية السائح وغيرها .
